أعراض التبويض وعلاقتها بالحمل

أعراض التبويض: كل ما تحتاج معرفته

التبويض هو جزء أساسي من الدورة الشهرية لدى النساء، وهو المرحلة التي يتم خلالها إطلاق البويضة من المبيض، وهي خطوة حاسمة في عملية الحمل. يحدث التبويض عادة في منتصف الدورة الشهرية، بين اليوم 12 واليوم 16 من الدورة التي تبلغ مدتها 28 يومًا. قد يختلف توقيت التبويض من امرأة إلى أخرى حسب طول الدورة الشهرية، ولكن هناك مجموعة من الأعراض والعلامات التي يمكن أن تشير إلى حدوث التبويض. في هذا المقال، سنتناول كافة جوانب أعراض التبويض، بدءًا من الأعراض الجسدية وصولاً إلى التغيرات الهرمونية والمزاجية، كما سنستعرض كيفية حساب فترة التبويض وأهمية معرفة تلك الأعراض.

1. التغيرات في الإفرازات المهبلية

من أبرز الأعراض التي قد تشير إلى حدوث التبويض هي التغيرات في الإفرازات المهبلية. في الأيام التي تسبق التبويض مباشرة، يصبح الإفراز المهبلي أكثر وفرة ورقة، ويشبه في قوامه بياض البيض. هذا الإفراز الزلق، الشفاف، والمطاطي هو علامة على زيادة مستويات هرمون الاستروجين، الذي يساعد على تسهيل مرور الحيوانات المنوية عبر عنق الرحم في اتجاه المبيض.

• الإفرازات قبل التبويض: تكون غالبًا كثيفة أو لزجة.

• الإفرازات في وقت التبويض: تصبح أكثر مائية، لزجة، وشفافة.

• الإفرازات بعد التبويض: يمكن أن تصبح أقل وفرة وأكثر سمكًا، أو قد تتوقف تمامًا.

2. ألم التبويض (Midcycle pain) أو “ألم الإباضة”

يعد الألم الذي يحدث في فترة التبويض من الأعراض الشائعة. يُسمى هذا الألم “ألم الإباضة” أو “ألم منتصف الدورة”، ويمكن أن يظهر في الجانب الذي يحدث فيه التبويض في ذلك الشهر. يحدث هذا الألم بسبب تمزق جُرَيْب المبيض أثناء خروج البويضة. هذا الألم قد يتراوح من ألم خفيف إلى ألم حاد، ويمكن أن يستمر من بضع ساعات إلى يوم كامل.

• موقع الألم: غالبًا ما يكون على أحد الجانبين السفلي للبطن (يمين أو يسار)، حسب المبيض الذي يطلق البويضة.

• شدة الألم: قد يكون الألم خفيفًا في بعض الحالات أو حادًا في حالات أخرى.

3. ارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية

من العلامات الدقيقة التي تشير إلى حدوث التبويض هي ارتفاع درجة الحرارة الأساسية للجسم. بعد التبويض، ترتفع مستويات هرمون البروجستيرون في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة طفيفة في درجة حرارة الجسم الأساسية، وهي درجة الحرارة التي يتم قياسها فور الاستيقاظ من النوم قبل القيام بأي نشاط. هذا الارتفاع في درجة الحرارة يكون عادة بضع درجات من درجة الحرارة الطبيعية، ويستمر لبقية الدورة الشهرية حتى يبدأ الحيض.

• طريقة القياس: يمكن للمرأة قياس درجة حرارتها يوميًا باستخدام مقياس حرارة دقيق، ويمكنها ملاحظة الزيادة الطفيفة في درجة الحرارة بعد التبويض.

4. التغيرات في عنق الرحم

يعتبر عنق الرحم من الأجزاء التي تتغير حالتها أثناء التبويض. قبل التبويض، يكون عنق الرحم في وضع منخفض، صلب، ومغلق. ولكن أثناء فترة التبويض، يرتفع عنق الرحم، يصبح أكثر ليونة، ويصبح الفتح الموجود به أكثر اتساعًا لاستقبال الحيوانات المنوية. يمكن للمرأة قياس هذا التغيير في حالة عنق الرحم من خلال الفحص الذاتي، حيث تلاحظ التغيرات في الوضع والملمس.

• قبل التبويض: عنق الرحم يكون منخفضًا، صلبًا، ومغلقًا.

• أثناء التبويض: يصبح عنق الرحم مرتفعًا، ناعمًا، ومفتوحًا قليلاً.

• بعد التبويض: يعود عنق الرحم إلى وضعه الطبيعي، وينغلق.

5. التغيرات في المزاج والطاقة

أثناء فترة التبويض، قد تلاحظ المرأة تغيرات في المزاج والنشاط البدني. تترافق هذه التغيرات مع التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم، حيث ترتفع مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون. بعض النساء قد يشعرن بزيادة في الطاقة والمزاج الجيد خلال التبويض، بينما قد يعاني البعض الآخر من تقلبات مزاجية.

• زيادة الطاقة: بعض النساء يشعرن بمزيد من النشاط والحيوية.

• التقلبات المزاجية: قد تظهر تقلبات في المزاج بسبب التغيرات في مستويات الهرمونات.

6. الإحساس بالانتفاخ

أثناء التبويض، قد تشعر المرأة ببعض الانتفاخ في البطن. هذا الشعور يكون نتيجة لزيادة مستويات هرمون الاستروجين الذي يحفز احتباس السوائل في الجسم. قد يرافق الانتفاخ أيضًا زيادة في حجم الثديين أو الشعور بالألم في المنطقة الحساسة.

• أسباب الانتفاخ: زيادة مستويات هرمون الاستروجين واحتباس السوائل.

• الأعراض المصاحبة: قد يشمل الانتفاخ الشعور بالثقل أو التوتر في منطقة البطن.

7. زيادة الرغبة الجنسية

يحدث زيادة في الرغبة الجنسية لدى العديد من النساء في فترة التبويض، وهي إحدى العلامات الطبيعية التي تحدث نتيجة للزيادة في هرمون الإستروجين. في هذه الفترة، يكون الجسم أكثر استعدادًا للحمل، ويزداد النشاط الجنسي بشكل طبيعي. تحفز التغيرات الهرمونية مناطق الدماغ المسؤولة عن الاستجابة الجنسية.

• التأثير الهرموني: يرتفع هرمون الإستروجين، مما يزيد من الرغبة الجنسية.

• التفاعل الجسدي: قد يلاحظ البعض زيادة في الإحساس بالجاذبية أو الاستثارة.

8. التغيرات في الشهية

قد تلاحظ بعض النساء تغيرات في الشهية خلال فترة التبويض. يختلف هذا من امرأة إلى أخرى، ولكن الزيادة في هرمون الاستروجين قد تؤثر على مركز الجوع في الدماغ، مما يؤدي إلى تغييرات في الرغبة في الطعام. في بعض الحالات، قد تشعر المرأة بالجوع أكثر من المعتاد أو قد تزداد رغبتها في تناول أطعمة معينة.

• التغيرات في التفضيلات الغذائية: يمكن أن تزيد الرغبة في تناول الطعام الحلو أو الطعام المالح.

• التغيرات في الشهية: قد تصبح شهية بعض النساء أكثر إقبالًا على تناول الوجبات.

9. التغيرات في البشرة والشعر

قد تلاحظ بعض النساء تغييرات في بشرتها وشعرهن خلال التبويض. بسبب زيادة مستويات الإستروجين، يمكن أن تتحسن البشرة وتصبح أكثر إشراقًا وصحة. قد يشعر البعض بتحسن في مظهر الشعر أيضًا، حيث يصبح أكثر لمعانًا وحيوية. على العكس من ذلك، قد يعاني البعض الآخر من حب الشباب أو مشاكل جلدية أخرى، حيث يكون التوازن الهرموني مختلفًا.

• تحسن البشرة: قد تصبح البشرة أكثر نعومة وأكثر إشراقًا.

• تحسن الشعر: يمكن أن يصبح الشعر أكثر صحة ولمعانًا.

10. حساسية الثدي

من الأعراض الأخرى التي قد تحدث في فترة التبويض هي زيادة حساسية الثدي. هذا التغيير يحدث نتيجة للتغيرات في مستويات هرمون البروجستيرون والإستروجين في الجسم، حيث قد تشعر المرأة بألم أو تورم في الثديين، أو زيادة في الحجم. تستمر هذه الأعراض عادة حتى نهاية التبويض.

• المناطق الحساسة: يمكن أن تشعر المرأة بألم أو حساسية في المنطقة المحيطة بالحلمة.

• الزيادة في الحجم: قد يلاحظ البعض زيادة في حجم الثديين خلال هذه الفترة.

الخاتمة

التبويض هو جزء أساسي من الدورة الشهرية، ومن خلال التعرف على أعراضه، يمكن للمرأة أن تكون أكثر وعيًا بجسدها وصحة تكاثرها. تعد هذه الأعراض علامات طبيعية على أن الجسم في فترة خصوبة، مما يساعد النساء على تحديد الوقت الأمثل للحمل. من الضروري أن تتابع المرأة هذه الأعراض بانتظام لمعرفة فترة التبويض بشكل دقيق، وهو ما يمكن أن يكون مفيدًا سواء في محاولة الحمل أو في تتبع صحة الدورة الشهرية بشكل عام.